الخميس، 13 ديسمبر 2012

‫" جوجل " تعرف عنك أكثر من والدتك ‬

‫" جوجل " تعرف عنك أكثر من والدتك ‬

فجر جوليان أسانج، مؤسس موقع تسريب الوثائق الشهير “ويكليكس”، مفاجأة بالتأكيد على أن مواقع محركات البحث الكبرى مثل جوجل تعرف عن مستخدميها أكثر مما تعرف أمهاتهم عنهم. وقال جوليان في كتاب جديد له تحت اسم “Cypherpunk”: “إذا كنت تستخدم جوجل كثيراً، فتأكد أنه يعرف عنك كل شيء ربما حتى توجهك الجنسي ورؤيتك الدينية وأي من معارفك تفضل”. ويكشف أسانج من خلال كتابه الكثير من اختراقات الخصوصية التي تنتهجها المواقع الكبرى التي يستخدمها تقريباً مستخدمي الانترنت يوماً، وكيف يستغل العسكريون والاجهزة الاستخباراتية هذا. وأضاف مؤسس ويكليكس، ان حياة أناس كثيرون بكاملها على موقع مثل فيس بوك ويسهل استغلال ذلك الأمر ضد هؤلاء الناس حين الحاجة لذلك. ويحذر الكثير من خبراء التقنية من سياسات الخصوصية المتدنية في شبكات التواصل الاجتماعي وأبرزها فيس بوك، وكيف يكون إبعاد المعلومات الهامة والحساسة عن شبكة الانترنت أمراً هاما.

الجمعة، 9 نوفمبر 2012

Archival science / علم الأرشيف: Encore une imprudence dans le domaine de l'archiva...

encore une imprudence dans le domaine de l'archivage électronique...:

''Très en vue depuis quelques mois dans les médias, le Cloud Computing est prêt à se répandre sur tous les réseaux, au foyer, en déplacement comme au bureau......
..... Le Cloud computing, littéralement « informatique dans les nuages », a fait ses armes dans les entreprises, où il apporte une certaine souplesse, avant de gagner le cœur du grand public, de plus en plus habitué au phénomène de dématérialisation. C’est précisément sur cette dernière tendance, née avec la Toile, que s’appuie le Cloud Computing, l’informatique dématérialisé via Internet. Les solutions visant à stocker, héberger, sauvegarder – de plus en plus nombreuses compte tenu de notre consommation accrue d’appareils numériques et de production de contenu (photo, vidéo, audio…) -, partager ses données entre plusieurs utilisateurs, en simultanée, d’un bout à l’autre de la planète -, mais aussi tous les services à la carte de location de logiciels ou bien encore de jeux vidéos font florès......''''

A la lecture de cet article, certains vont se réjouir tant la technologie présentée laisse entrevoir bien des avantages, d'autres, comme moi, du moins pour le moment vont rester sceptiques quant au véritable apport de cette dernière surtout dans le domaine de la sécurité informatique et la protéction des documents confidentiels.

Comment peut  - on banaliser un aspect aussi sensible que l'importance de la sécurité informatique dans la technologie CLOUD et le secret du contenu les documents?

Wikileaks illustre bien la difficulté de protéger les documents même lorsqu'ils sont dans des coffres forts comme se targue d'annoncer Laurent Heslault, directeur des technologies de sécurité chez Symantec et de commenter le rédacteur de l'article; et de faire une analogie bien loin de la réalité.

« le transit des infos et des systèmes dans le Nuage, c’est un peu comme l’argent. Avant, on le mettait sous le matelas, maintenant, il est à la banque, disponible partout et tout le temps. » Les disques durs externes et multimédias, c’est bien, mais en cas de crash, de perte ou de vol, les données s’envolent.

Concernant les supports électroniques, un certain nombre de solutions ont été mis au point et beaucoup de maturité est désormais acquise, les plus grandes menaces viennent de nos jours à partir des réseaux, en témoigne Wikileaks!
موضوع: تحصلت على منصب أرشيفي....بماذا ستبدأ؟  
نجحتَ في المسابقة أو المقابلة أو أُخترت من بين الكثيرين لشغل منصب أرشيفي، أو أقول: فزت بالمنصب... هذا ماكنت تصبو إليه منذ تخرجك، أليس كذلك؟
التحقت بالمؤسسة، و أخذك المسؤول إلى مكان عملك، فُتح الباب الذي كان مغلقا بإحكام ، فإذا بكم من الوثائق المتناثرة تقابلك ،ورفوف معدنية موضوع فوقها وثائق مختلفة بدون أي تنظيم و علب أرشيف مهترئة.
في تلك الزاوية على جانبك الأيمن آلة كاتبة و كراسي و أمور أخرى هيئتها تدل على أنها لا تصلح للاستعمال. على جانبك الأيسر رفوف خشبية مكدسة بالمطبوعات الفارغة هيئتها تدل على أنها قديمة و لا تستعمل. الغبار يملأ المكان و كأن أحدهم نثره. أعطاك المسؤول المفاتيح وذهب.
أنت واقف وبداخلك كم هائل من الافكار المتضاربة، تتلخص كلها في جملة واحدة "لن أعود إلى هذه المؤسسة "، أليس كذلك؟..... لكنك لن تفعلها.
إذا بماذا وكيف تبدأ، كيف تؤسس لمصلحة أرشيف موجودة بالنص التشريعي و غائبة في الملموس؟

1- قناعات لابد منها:
أنت الآن تؤسس لمصلحة لها مهامها، و ليس لمعالجة أرصدة موجودة بمخزن، و بالتالى فأنت تحتاج لمفكرة و قلم و معلومات و تخطيط و برنامج عمل محدد بزمن معين.
ستجد الكثير من المشاكل، ليس لأنك غير كفؤ أو لأن الأرشيفي و الأرشيف ليسا لهما قيمة أو المسؤولون لا يهتمون بالأرشيف أو...أو... و ما شبه ذلك. ببساطة لأنه ليس لديك معلومات عن شيء لم تمارسه بعد و لم تعرف عنه الكثير أثناء تكوينك، ولعدم تحكمنا بعدُ ميدانيا بمجال الأرشيف.
بعد عامين أو ثلاث من العمل الجاد، ستجد أنه تكوّن لديك رصيد من المعلومات تعتمد عليه، و قد تعطيه للأخرين للإستفادة منه.

2- إجراءات أولية لابد منها:
- جمع جميع النصوص التشريعية و التنظيمية الخاصة بتسيير الأرشيف، حيث من خلالها تتكون لدى الأرشيفي الخبرة التطبيقية، وأهمها مبدئيا:
- القانون المتعلق بالأرشيف الوطني.
- المنشور أو المناشير المتعلقة بتسيير الأرشيف الإداري.
- المنشور أو المناشير المتعلقة بحذف الوثائق.
- المنشور أو المناشير المتعلقة بالأرشيف التاريخي.
- المنشور أو المناشير المتعلقة بمحلات الأرشيف.
- المنشور أو المناشير المتعلق بظروف عمل الأرشيفي.
- فتح مفكرة تُجمع فيها جميع أرقام هواتف و عناوين (وإلكترونية أيضا) الهيئات التي لها علاقة بالأرشيف، و خاصة الهيئة الأولى على مستوى الدولة المكلفة بالأرشف، و الأشخاص المتخصصين في ميدان الأرشيف، المبتدئين و ذوي الخبرة. (فالمبتدئ يفكر معك و ذو الخبرة يوجهك).
- التسجيل في المنتديات أو مواقع تفاعلية أخرى الموجودة بالأنترنت، والمتخصصة في الأرشيف أو علم المكتبات و التوثيق، و زيارتها بصفة دورية، و المساهمة فيها، فهذا سوف يعطي للأرشيفي دعما معنويا، و يختصر له الطريق في الحصول على المعلومات.
و بهذا يتكوّن لدى للأرشيفي محيط خاص به، يساعده على تنمية نفسه و عمله بإستمرار، إضافة إلى محيط مؤسسته.

3- التعرف على المؤسسة:
يتم ذلك ب:
- زيارة كل مصالح المؤسسة لأخذ معلومات عن مهامها، و نشاطاتها، و نوعية الوثائق ، و كيفية تكوّنها، وترتيبها، و هل يوجد مخطط ترتيب رسمي معتمد أو كلٌ يرتب حسب اجتهاده.
- الإلمام بكل النصوص التشريعية و التنظيمية الخاصة بالمؤسسة لمعرفة الهيكل التنظيمي ومهام و نشاطات المؤسسة و التغييرات التي أحدثت على المصالح منذ إنشاءها.
بمعرفتك لكل هذه المعلومات تستطيع معالجة الأرشيف بدون عوائق، و توفير المعلومات التي تحتاجها مؤسستك في اتخاذ قراراتها.

4- تنظيم المخزن و الأرشيف بصفة مبدئية:
- طلب موظفين للمساعدة في إخراج كل ما ليس له علاقة بالأرشيف من المخزن.
-طلب عمال التنظيف لنزع الغبار أو مؤسسة خاصة بالتطهير.
-إنقاذ الأرشيف الموضوع أرضا (أنظر مقال "معالجة الأرشيف المتراكم و إعداد وسيلة البحث").
مراجعة المناشير الخاصة بمحلات الأرشيف لترتيب المخزن وفق المعايير المتفق عليها قدر المستطاع.

5- إعداد وســـائل العمــــل
- اعداد محضر الجرد، حيث يعتبر أول وسيلة بحث داخلية تعرّف الأرشيفي بصفة عامة عن محتوى الأرصدة، كما يعطيه معلومات عن كل ما هو موجود بالمخزن.
- إعداد مطبوعات خاصة بعمليتي الدفع و الاطلاع، و كذا اعداد سجل لكل عملية ، يدعى كل منهما على التوالي سجل الدفع و سجل الاطلاع.
- إعداد مذكرة بعنوان " تسيير الأرشيف " توقع من طرف المسؤول الأول للمؤسسة، توزع على كل المصالح، لتحضيرها معنويا قبل بدء عمليات الدفع، مع شرح كيفية اجراء كل من عمليتي الدفع و الإطلاع ،و الاستدلال بالنصوص التشريعية و التنظيمية، حيث أن الطابع الإلزامي لعملية الدفع يساعد على تقبلها و تطبيقها.
تحتوى المذكرة على ما يلي :
1- تعريف الأرشيف
2- الأعمار الثلاث للأرشيف
3- تعريف الدفع و جدول الدفع
4- وصف جدول الدفع و كيفية ملئه
5- كيفية الإطلاع على الأرشيف المدفوع
ترفق هذه المذكرة بمطبوع جدول الدفع.
إن هذه الخطوات تساعد على إرساء تقاليد خاصة بالدفع والاطلاع داخل المؤسسة و التي قد تستغرق وقتا رغم وجود النص التشريعي.

هذه أولى الأمور التي يبدأ بها الأرشيفي قبل بداية التخطيط لكل من عمليتي إعداد القائمة الشاملة للوثائق (جدول الحفظ أو جدول تسيير الوثائق) و مخطط ترتيب الوثائق، وكذا التأليه الجزئية أو الكلية لمصلحة الأرشيف.
من منتدى تخصصي في علم الأرشيف و إدارة السجلات الإلكترونية:

الخميس، 24 مايو 2012

الشروق تحصل على وثيقة من الأرشيف الفرنسي تؤرخ لأحداث ما قبل 8 ماي 1945

الشروق تحصل على وثيقة من الأرشيف الفرنسي تؤرخ لأحداث ما قبل 8 ماي 1945
حصلت الشروق على نسخة من وثيقة سرية تحمل رقم 614 صادرة بتاريخ 3 أفريل 1945 عن المكتب السياسي والدبلوماسي للمحافظ العام للجزائر، موجهة إلى السلطات المركزية بفرنسا تخبرها بحقيقة الأوضاع أشهرا قبل أحداث 8 ماي 1945، وتحذرها من خطورتها وضرورة التفكير في حل لها. وتأتي أهمية هذه الوثيقة من حيث كونها تضع المؤرخين والمهتمين بالتاريخ الجزائري في صورة ما جرى قبل أحداث 8 ماي 45، التي يعتبرها كثير من المؤرخين الخزان العاطفي والمادي الذي أعطى الجزائريين شحنات كافية بضرورة التصدي للاستعمار الفرنسي، وهو ما حدث فعلا في الفاتح نوفمبر 1954 .
ولأهمية الوثيقة قمنا بترجمة بعض المقاطع منها، وهي متوفرة بالمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 لكل من أراد الاستزادة حول هذا الموضوع.
"في تقريري رقم 397 بتاريخ 13 مارس، كنت قد نبهتكم إلى أهمية إيجاد حلول لمؤتمر "أحباب البيان" الذي نظم في العاصمة بداية الشهر الماضي. المعلومات التي وردتني حول موضوع المؤتمر، إضافة إلى تحركات الأسرة الوطنية في الأسابيع القليلة الماضية تؤكد توقعاتي السابقة التي ألخصها في أن جمعية أحباب البيان أصبحت الناطق الرسمي باسم الحزب القديم "حزب الشعب الجزائري"، هذا الانضمام إلى حزب الشعب جاء كتحصيل حاصل لسلسلة من الأحداث. ما أؤكده هو أنه في المستقبل القريب ستتقوى الوضعية السياسية في الجزائر إذا واصلنا سياسة الهدوء والغلق ...
...قائمة الأحداث طويلة في الأسابيع الأخيرة. في 12 مارس، بعد مصادرة 250 كلغ من الشعير أكثر من 200 أنديجان في البلدية المختلطة ثنية الحد، خرجوا للاحتجاج بالحجارة في سوق بطحية.. في11 مارس بقسنطينة خرج حوالي 500 مسلم حاصروا المدينة، وتم القبض عليهم أمام مقر القنصلية، هؤلاء الشباب رفعوا شعارات الكشافة..، وهتفوا "تحيا الجزائر"، "يحيا العرب"، "يحيا الاستقلال"، وقد تم توقيفهم .. في 19 مارس بڤالمة خرجت مظاهرة تهتف "يحيا مصالي".

الجمعة، 13 أبريل 2012

ترد إلي في كل سنة عدة التماسات من طلبتنا خريجي علم المكتبات المعينين في سلك الوثائقيين أمناء المحفوظات لإرشادهم نحو طرق العمل في الأرشيف. هذه السنة أيضا انهالت هذه الطلبات التي تزامنت مع إنشاء هذه المدونة، لذلك ارتأيت أن أُوجه هؤلاء المعينين  الجدد إلى الاطلاع على هذه المدونة و غيرها من المواقع المتخصصة حتى يستقر في ذهنهم ضرورة استعمال الانترنيت في حياتهم المهنية.
انتهت مؤخرا فترة التعيين في الوظائف الجديدة لأمناء المحفوظات و أخذ الأرشيفيون الجدد الشباب في مباشرة أعمالهم، لكن سرعان ما اكتشفوا أن الواقع هو عكس ما كانوا يحلمون به أو بالأحرى لم يأخذوه على محمل الجد. فعلا، فالنزول إلى ميدان الشغل كشف حقيقة غفل عنها هؤلاء الجدد و التي تتمثل في نقص معرفتهم بهذا المجال العلمي. يتجلى ذلك من خلال أسئلتهم المتشتركة المطروحة بدون اتفاق مسبق و التي تتكرر  كل سنة: ماذا  نفعل؟ من أين نبدأ؟ ما  العمل؟  كيف  نعمل؟ وغيرها من قبيل هذه الأسئلة التي تثير الذعر و القلق لديهم.
نتفهم ذلك و نُطمئن زملاءنا الجدد بضرورة الهدوء و عدم التخوف من مباشرة العمل و لا داعي للاستحياء في طلب النصح و التوجيه، فما من أحد منا إلا و مر بهذه المرحلة التي سرعان ما تتلاشى مع الوقت شريطة التسلح بالعزيمة الصادقة التي تتطلب شجاعة في استكمال النقص الملحوظ في التكوين من خلال المطالعات و الاتصال بمن لديهم خبرة ميدانية سابقة في هذا المجال و الأهم هو وضع خطة منهجية ذات شقين؛ الشق الأول يتمثل في الاهتمام بالجانب الفردي لأمين المحفوظات كما أشرنا إلى ذلك منذ قليل كالإكثار من المطالعة و عدم  إهمال الجانب النفسي الذي سيكون له دور كبير في تخطي الصعاب و غير ذلك من العوامل . الشق الثاني هو خطة العمل التي يتقيد بها أمين المحفوظات. سيتم تفصيل ذلك بإذن الله في المستقبل القريب إن شاء الله.
نظرا للطابع الاستعجالي نوعا ما، أحيل الزملاء أمناء المحفوظات الجدد إلى المقالات حسب الروابط أدناه لأصحابها للاطلاع على ما يقترحونه من خطة عملية:
http://archiving.darbalkalam.com/montada-f5/topic-t178.htm#256
http://archiving.darbalkalam.com/montada-f5/topic-t176.htm#254
http://www.earchiving.blogspot.com/search/label/Archiviste



السبت، 24 مارس 2012


الشروق أون لاين - فرنسا هرّبت 100 ألف وثيقة من الأرشيف في شاحنات عسكرية فور إعلان الاستقلال


 كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة للأرشيفي الشاب، عبد الكريم باجاجا، حين اكتشف ذلك الكنز النادر، الذي لم يكن الفرنسيون على أعلى المستويات السياسية يعتقدون أنهم خلفوه وراءهم، حتى يبقى شاهدا على آثار الجريمة، كان باجاجا قد أنهى دراسته الجامعية ضمن أولى دفعات إطارات الجزائر المستقلة المتخصصين في الأرشفة والتوثيق، واستلم لتوه سنة 1974 مسؤولية المركز الجهوي للأرشيف في قسنطينة، وعندما كان يبحث ويقلب في الوثائق الإدارية القديمة الخاصة بتسيير المركز خلال الحقبة الاستعمارية، أين وقعت يده على قوائم اسمية تفصيلية لكل الوثائق والمستندات الأرشيفية الخاصة بكامل منطقة الشرق الجزائري، التي جرى تهريبها إلى فرنسا ما بين سنتي 61 و62، كان قد أعدها وتركها وراءه، بقصد أو بدون قصد، سلفه الفرنسي على رأس أرشيف قسنطينة "آألان إيرلاند براندبيرغ".
كان "عبد الكريم باجاجا" محظوظا، أولا لأن نظراءه في المركزين الجهويين للعاصمة ووهران لم يجدا شيئا على مستوى إقليم اختصاصهما، من أثر عملية التهريب السريعة والمنظمة للذاكرة الجماعية للجزائريين، وثانيا لأن الوثائق التي وجدها قدمت معلومات دقيقة عن كافة تفاصيل عملية تهريب 20 ألف علبة بحجم 100 طن من الأرشيف، مع أسماء السائقين الذين تولوا العملية وأرقام الشاحنات العسكرية التي حملتها. وكان لذلك دور كبير في المسار الذي أخذته المفاوضات السياسية ما بين الجزائر وفرنسا حول استرجاع ما اصطلح بعدها على تسميته "الأرشيف المرحل" عندما انطلقت مطلع الثمانينات ولم تغلق حتى الآن.
نقل أكثر من نصفها بعد تاريخ الإعلان الرسمي للاستقلال، أي بعد 5 جويلية 62، ومست كل جوانب الحياة السياسية والإدارية والاجتماعية والاقتصادية خلال المرحلة الاستعمارية.
مجموعة من الوثائق والشهادات اطلعت عليها الشروق، أبرزها جاء على لسان "باجاجا" أو كتب بخط يده، تحكي كيف جرت معالجة هذا الملف متعدد الأبعاد في العلاقات الجزائرية والفرنسية خلال العقود الخمسة الماضية، وبعض هذه الوثائق ينقل أجزاء من محاضر الاجتماعات التي جمعت الوفدين المتفاوضين، "في المجموع جرى تهريب 200 ألف علبة بحجم 600 طن من الأرشيفات في تلك الفترة ما بين سنتي 61 و62، ولأن جزءا كبيرا منها جرى ترحيله بشكل عاجل بعد إعلان الاستقلال رسميا، فقد اسندت العملية إلى الثكنات العسكرية التي كانت لا زالت موجودة في الجزائر". ونقل الجزء الأكبر من الأرشيف الجزائري إلى مركز "أكس - أن - بروفانس بفرنسا.
بدأت عملية الترحيل خلال الثلاثي الأول من سنة 61 بشكل سري ولأهداف عير معلنة في حينه، أعطيت تعليمات لمحافظي الأرشيفات العاملين في الإدارة الاستعمارية بالجزائر، وتمت عملية الترحيل الأولى بناء على تعليمة تثبتها المراسلة الصادرة عن المديرية العامة للأرشيف بفرنسا المؤرخة في 6 مارس1961، بعدها بعام واحد سنة 1962 جاء قرار ثان بنقل كل الوثائق المكتوبة بخط اليد او المطبوعة "مهما كانت الأهمية التوثيقية والتاريخية التي تكتسيها"، وكانت الحكومة الفرنسية تقول إن السبب هو أولا إعادة تصويرها في فرنسا وثانيا حمايتها مؤقتا من التهديدات الأمنية لميليشيات "المنظمة السرية الخاصة" التي عارضت فكرة الاستقلال.
التقارير التي أعدتها المديرات الجهوية للأرشيفات في الجزائر، وهران وقسنطينة تثبت أن ترحيل الأرشيفات لم يخضع لأي معيار ومس عمليا كل أوجه ومجالات الحياة الإدارية، السياسية، الثقافية، الاقتصادية والاجتماعية للجزائريين خلال الحقبة الاستعمارية، عملية الترحيل مست أيضا و1500 علبة من الأرشيفات الجزائرية ما قبل الاحتلال الفرنسي، بالضبط الخاصة بمرحلة الوجود العثماني خلال القرنين 16 و17، وهي تمثل الجزء القليل الناجي من عمليات النهب والحرق التي طالت أغلب الأرشيفات الجزائرية خلال دخول القوات الفرنسية إلى الجزائر.

كواليس المفاوضات
بدأت الحكومة الجزائرية في مطالبة الفرنسيين بتسليم الأرشيفات المرحلة في وقت مبكر من الاستقلال ، بقي الوضع على حاله طوال عشرين سنة، حتى مطلع الثمانينات، حيث وافق الطرف الفرنسي لأول مرة من حيث المبدأ التفاوض رسميا في موضوع تسليم الأرشيف المرحل، وجرى تشكيل فوج مشترك جزائري فرنسي مثل الطرف الجزائري فيه المديرون الجهوريين الثلاثة للأرشيف في الشرق والغرب والوسط، عقد فوج العمل المشترك تسعة اجتماعات مطولة ما بين جانفي 80 وأكتوبر81، وأمضى الطرفان على محاضر الاجتماعات. من الناحية القانونية اعتمد الوفد الجزائري في المطالبة باسترجاع الأرشيفات المرحلة على جملة من النصوص والآراء القانونية الصادرة عن مؤسسات دولية مثل اليونسكو والأمم المتحدة والندوة الدولية للأرشيفات، تنص على حق الدول المستقلة حديثا في ممارسة سيادتها بأثر رجعي على الأرشيفات التي كتبت وحفظت على أراضيها، وتؤكد الأرشيفات يجب ان تبقى في الأرض التي كتبت وحفظت فيها لأول مرة.
أشهر الطرف الفرنسي حجته القائلة أن ما جرى ترحيله هو "أرشيف السيادة" غير قابل للتنازل عنه، الذي يقصد به أرشيف ديوان الحاكم العام في الجزائر ومصالح الأمن والسجون وبعض الأرشيفات الموصوفة "بالحساسة" الخاصة بالمتعاونين الجزائريين مع الاستعمار من الحركى. ثم طرح الفرنسيون حجة أخرى تقول أن القوانين الفرنسية تمنع من فتح الأرشيفات إذا لم تمر عليها آجال زمنية محددة، ولأجل طمأنة الجهة الأخرى قال الوفد الجزائري أنه يلتزم بعدم فتح الأرشيفات غير المصنفة أو المصنفة في حالة استرجاعها وفقا للآجال الزمنية التي تقرها القوانين الفرنسية، وقدم اقتراحا بأن يجري تسليم أرشيفات التسيير الإدارية في محطة أولى والتي تمثل أكثر من 90 بالمائة من الأرشيفات والإبقاء على "أرشيفات السيادة" إلى التفاوض في وقت لاحق.
عندما عاد الوفد الفرنسي مرة أخرى جاء بلغة جديدة، وبدأ يتحدث عن "رصيد أرشيفي مشترك" ما بين الجزائر وفرنسا بدل تسمية "أرشيف السيادة" التي كان حريصا عليها من قبل، إلى أن جاءت تعليمة مفاجئة للرئيس الفرنسي حينها "جيسكار ديتان" تأمر بوقف التفاوض في الموضوع وحظر أي عملية ترحيل للأرشيفات خارج فرنسا لأي غرض ولأي بلد، وسميت التعليمة الشهيرة "برسالة ديستان" وتوقفت منذ ذلك الوقت كل التحركات التي كانت قائمة. وبقي الوضع يراوح مكانه إلى أن دخلت الجزائر في الأزمة الأمنية والسياسية طوال سنوات التسعينات.
الوفد الجزائري المشارك في أشغال الندوة الدولية حول منازعات الأرشيفات بين الدول، سنة 95، برئاسة باجاج بصفته مديرا عاما للأرشيفات الوطنية، أعد وثيقة تفصيلية للنزاع، وجدد حينها دعوته للفرنسيين بأن يجري التفاوض حول نزاع الأرشيفات المرحلة في إطار ثنائي وليس في منتدى دولي مفتوح.
بداية من سنة 2001 بدأ المركز الوطني للأرشيف، يقود حملة جديدة على مستوى الهيئات والمؤسسات الأرشيفات الدولية لبعث قضية الأرشيف الجزائري المرحل، أثمرت موافقة المجلس الدولي للأرشيف على خلق مجموعة عمل خاصة بـ''الأرشيفات المرحّلة'' ترأسها الجزائر. ووضعت عدة أهداف أساسية أهماه تسليم قوائم الأرشيف المتوفر الذي تكون ملكيته محل نزاع، وهو مطلب أساسي من شأنه أن يوفر أداة للتعرف على المخزون الأرشيفي أيا كانت طبيعته مفتوحا أو مغلقا، لكن النقاش لا زال قائما حول ما إذا كانت هذه الوثائق تتضمن فقط الأرشيفات المفتوحة أم أيضا تلك التي لا تزال مغلقة.
مدير الأرشيف الوطني يؤكد في كل مرة أن إدارة النزاع على ملكية أصول الأرشيفات المرحّلة إلى فرنسا مهمة المسؤولين السياسيين في الدولة. وفي سنة 2009 وقع الأرشيف الجزائري اتفاقية مع الأرشيف الفرنسي لاستنساخ صور عن أصول الأرشيفات الجزائرية المرحّلة، لكن إلى حد الآن لا يبدو هناك أثر كبير لعمل اللجنة الجزائرية الفرنسية المختلطة، التي نصت عليها الاتفاقية لتحديد الأولويات في الأرشيف المستنسخ. ويقول الطرف الجزائري أن الاتفاقية الموقعة مع الأرشيف الفرنسي لا تلغي مطالب الجزائر المعلنة لاستعادة أصول الأرشيف،
من مجموع 600 طن و200 ألف علبة يعترف الفرنسيون بربع هذه الأرشيفات فقط 53 ألف علبة، ومع ذلك لم تسلم فرنسا للجزائر إلا النزر اليسير من الأرشيف المرحل يخص تحديدا جزءا من الأرشيف الخاص بالحقبة الاستعمارية، على ثلاثة مراحل، بدأت الأولى في سنة 1968 حيث تسلمت الجزائر 386 سجل موزعة على 36 علبة تغطي الفترة ، وفي المرحلة الثانية سلمت فرنسا للجزائر سنة 1974 الأرشيفات الخاصة بالمحاكم الشرعية من أكثر من 14 ألف وثيقة موزعة على153 علبة ، وفي المرحلة الثالثة استرجعت الجزائر سنة 1981 دفعة ثالثة من الأرشيفات العثمانية، جاءت بمثابة عربون سياسي من الرئيس الاشتراكي المنتخب حديثا، فرانسوا ميتران، خلا زيارته للجزائر، وتضم تلك الدفعة الأخيرة 133 سجل موزعة على 15 علبة.

المدير السابق للأرشيف الوطني عبد الكريم باجاجا:فرنسا ترفض تسليم النسخ الجزائرية المهربة عن 59 اتفاقية معها قبل الاحتلال

هل الوثيقة التي اكتشفتها سنة 74 جرى نسيانها أم أن المدير الفرنسي السابق لأرشيف قسنطينة قصد تركها؟

لقد كان "ألان إيرلاند براندبيرغ" أستاذي في جامعة قسنطينة، وبقي يشتغل على رأس مديرية أرشيف الشرق إلى غاية أن خلفته أنا سنة 74، لا أقول كانت له نية حسنة أو سيئة، لكن ربما رفضه إعدام الوثيقة التي تحصي الأرشيفات المرّحلة وتكشف الجريمة، أراد منها حماية نفسه في حالة أي مساءلة قانونية مستقبلا في فرنسا عن مصير الأرشيفات، ذات الشخص أرسل في سبتمبر 62، جملة من البرقيات العاجلة إلى السفارة الفرنسية بالجزائر، يطالب فيها بالتعجيل بنقل الأرشيفات من ثكنة تلاغمة العسكرية إلى فرنسا، قبل تسليم الثكنة للجيش الجزائري.

لماذا لم توجد وثائق مماثلة تكشف عن طبيعة الأرشيفات المرّحلة في مديريتي الغرب والوسط؟

للأسف لا، في الجزائر العاصمة تحديدا، حيث مديرية الوسط التي تحوي الجزء الأكبر من الأرشيفات المرّحلة، كان المدير الفرنسي حريصا على نقل كل وثيقة ومحو كل أثر لجريمته، مراسلاته التحريضية المتكررة ساهمت بدون شك في إقناع الحكومة الفرنسية في باريس، ومن تبقى من السلطات الاستعمارية هنا في الجزائر بتركيز جهودهم في تلك الفترة على عملية نقل الأرشيفات.

كيف تقيّم الأرشيفات التي وافقت فرنسا على تسليمها حتى الآن الخاصة بالفترة العثمانية؟

فرنسا لا زالت لم تسلم أجزاء كثيرة ومهمة من الأرشيفات الجزائرية الخاصة بالحقبة العثمانية، وهناك عدة دلائل على أن ما سلم منها جرى انتقاءه مسبقا، فهم مثلا سلموا أرشيفات النسخ الأصلية للاتفاقيات الدولية التي وقعتها الجزائر حينها مع نحو 15 دولة، لكننا لا نجد بينها أثرا لما لا يقل عن 59 اتفاقية وقعتها كل من الجزائر وفرنسا بين القرنين 17 و19، تشمل كل المجالات العسكرية والتجارية والسياسية، هذه الاتفاقيات التي كانت تكتب وتوقع على نسختين أصليتين، نسخة لكل طرف، لا نجد أثرا للنسخ الخاصة بالطرف الجزائري بعد نهبها مع مجمل الأرشيفات الجزائرية الخاصة بالحقبة العثمانية التي صادرها الجيش الاستعماري بعد سقوط مدينة الجزائر، مما يدعونا للاعتقاد أن الفرنسيين يحتفظون بالنسختين معا.

ما الذي يجعلك تعتقد جازما بذلك؟

في أمريكا سنة 95 التقيت مدير الأرشيف الوطني الفرنسي الأسبق، وهو من أخبرني بوجود مجموعة كبيرة من الأرشيفات الجزائرية الخاصة بالحقبة العثمانية ما قبل مجيئ الفرنسيين لا زالت محفوظة في مصالح الأرشيف الفرنسي، قدرها حينها بنحو 80 مترا، وهو ما يوافق 800 علبة من الأرشيفات، وكان يتساءل عن سبب عدم تسليمها للجزائر حتى ذلك الوقت، رغم أنه جرى اتفاق نهائي في الموضوع ما بين الدولتين، بعدها بفترة قليلة جدا غادر المعني إدارة الأرشيف الفرنسي بعد خلاف مع وزير الثقافة حينها على ما أذكر، لكني بصفتي مديرا عاما للأرشيف الوطني تقربت من المسؤول الذي خلفه في منصبه، وأخبرته بما جاء على لسان سابقه، مطالبا بتسليم الأرشيف الجزائري العثماني المتخلف، أول الأمر وعدني بالبحث في الموضوع ثم أخبرني لاحقا أنهم لم يجدوا شيئا.

سنة 2009 وقع الأرشيف الجزائري مع نظيره الفرنسي اتفاقية لاستنساخ صور عن أصول الأرشيفات المرحّلة، ألا يعد ذلك تقدما مهما في حل المشكلة؟

هذه الاتفاقية لا تضيف شيئا جديدا بإمكانه أن يحقق تغييرا جوهريا في المشكلة، لأنها لا توفر أي إطار استثنائي وخاص للجزائريين، الجزائريون مثلهم مثل أي شخص آخر فرنسي أو من البرازيل أو من الصين، أو غيره، بإمكانهم بنص القانون الفرنسي الاطلاع أو أخذ صورة من الأرشيفات المفتوحة للجميع، أي الأرشيفات التي جرى تصنيفها وتجاوزت الآجال القانونية لفتحها، ربما الاتفاقية تسمح فقط بتسهيل عمل هؤلاء الباحثين الجزائريين.

الأرشيفات المفتوحة التي يمكن الاطلاع عليها أو استنساخ صور عنها لا تمثل إلا الجزء القليل جدا من مجمل الأرشيفات الجزائرية المرحلة إلى فرنسا.

تحقيق / عبد النــــور بوخمخـــــم